
بَطَيبَةَ رَسمٌ لِلرَسولِ وَمَعهَدُ
مُنيرٌ وَقَد تَعفو الرُسومُ وَتَهمَدِ
هي طيبة وطابة مدينة رسول الله، طابت وأنارت يوم قدومه، دار الهجرة طيبة العيش وحسنة المسكن، منها ظهر النور وانتشر ليضئ الكون والعالم كله، أحبها النبي ودعا لها كما دعا سيدنا إبراهيم لمكة، فقال: “اللهم إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابتيها” رواه البخاري . خصها الله بفضائل عظيمة من عنده فهي أفضل البقاع في الأرض بعد مكة. ومن أهم فضائلها :
1- هي دار الهجرة للنبي صلوات الله عليه وأصحابه الكرام، وأهل المدينة أول من بايعوا النبي على حمايته وحماية دينه، أول مستقبل للدعوة النبوية الشريفة، لتكون منارة العالم في الهداية وبذرة الدين الحنيف.
2- أحبها النبي أحب أهلها، ففي صحيح البخاري أنه صلوات الله وسلامه عليه دعا ربه قائلا: “اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد”، وقال عند جبل أحد: “هذا جبل يحبنا ونحبه”، سرح بحبه لها وظل يدعوا للمدينة وأهلها حتي قال: “لو سلك الناس وادياً وسلكتِ الأنصار وادياً أو شِعْباً، لسلكتُ وادي الأنصار أو شِعب الأنصار”.
3- إنها حرام بحرمة الله وحرمة رسوله إلى يوم القيامة، ومسجدها أفضل المساجد بعد المسجد الحرام، لهذا أجر الصلاة فيه مضاعف، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام “ متفق عليه، مكانتها عظيمة وسبقه معلوم، وحبها من السنة، وإن حرم حرم سيدنا إبراهيم مكة فقد حرم النبي المدينة، ، فقد دعا عليه الصلاة والسلام ربه واللابتان الحرتان وهي الأرض التي تغطيها الحجارة السوداء ، وللمدينة لابتان شرقية وغربية وهي بينهما.
4- به المسجد النبوي والذي يعد أشرف وأجل المساجد بعد المسجد الحرام، ويختص باستحباب شدّ الرحال إليه كما جاء في الحديث : “لا تُشد الرِحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى” متفق عليه.
5- الروضة الشريفة: وهذه فضيلة أخرى من فضائلها وعظيم شأنها، فهي روضة من رياض الجنة كم أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال في الصحيحين: “ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة”.
6- مسجد قباء: وهو” مَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ”، أحد فضائل المدينة المنورة، من صلى فيها فكأنها عمرة، فقد روي في النسائي عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من خرج حتى يأتي هذا المسجد – مسجد قباء – فصلى فيه كان له عدل عمرة “، وفي سنن الترمذي عن أسيد بن ظهير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “الصلاة في مسجد قباء كعمرة “.
7- خير مكان للعيش فهي حماية ووقاية من الفتن، ومن الدجال ومن الطاعون فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال” متفق عليه ، فقد حرمها وحماها الله عزوجل، ففي الصحيين قوله صلى الله عليه وسلم : “تفتح اليمن فيأتي قوم يُبِسون ـ أي يزينون لهم البلاد ويحببونها إليهم ويدعونهم إلى الرحيل إليها ـ فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، وتفتح الشام فيأتي قوم يُبِسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، وتفتح العراق فيأتي قوم يُبِسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون”، وحث النبي على العيش بها حتى الممات فقال صلوات الله وسلامه عليه: “من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها ، فإني أشفع لمن يموت بها” رواه الترمذي. وحث النبي كذالك على الصبر على لأوائها والصبر في الشد كذالك، فقال صلى الله عليه وسلم: “لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنتُ له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة”. وزاد تعلق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بها حتى كان يدعوا الله أن يجعل موته فيها، فكان دعائه ” اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك ” فاستجاب الله دعاءه.
8- هي أٍض مباركوة، مبارك طعامها وشرابها، ومدها وثمرها، وقوتها وأرزاقها، وهدا كله بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لها، ففي صحيح مسلم أن الناس كانوا إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اللهم بارك لنا في ثمرنا ، وبارك لنا في مدينتنا ، وبارك لنا في صاعنا ، وبارك لنا في مدنا ، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك ، وإني عبدك ونبيك ، وإنه دعاك لمكة ، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه”.
9- تنفي خبثها: فعن جابر رضي الله عنه قال: جاء أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الإسلام فجاء من الغد محموما، فقال: أقلني فأبى ثلاث مرار، فقال: “المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها” رواه البخاري ، وعن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنها طيبة ـ يعني المدينة ـ وإنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة “ رواه مسلم.
10 – إنها مأوى الإيمان وداره ومأرزه: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “إن الإيمان ليَأْرِزُ إلى المدينة كما تَأْرِزُ الحية إلى جحرها “ متفق عليه . ومعنى يأرز أي : ينضم إليها ويجتمع فيها.
11- القبر الشريف: أهم ما يميزها هو قبر خير الخلق والبشرية أجمع، وينبغي لمن قصد مسجده الشريف بالزيارة أن يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهما، وهذا من آداب زيارة المسجد النبوي.
هذه طيبة مدينة رسول الله المنورة بقدومه والناشرة النور لكل بقاع الأرض، أول حاضن ومستقبل للدين العنيف، أخصها الله بالبركة والفضل، على ساكنها الصلوات وأتم السلام، ورضي الله عن الصحابة المهاجرين منهم والأنصار.
يمكنك حجز رحلات العمرة الان
افضل اسعار رحلات شهر رمضان
التعليقات (.)