” إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا”

مكة المكرمة هي أشرف وأفضل البقاع، خير وأكرم البلاد، تهفو إليها قلوب المحبين وترتاح فيها الأنفس، وفيها يأمن الخائقين، ويرتاح المتعبين من هموم الدنيا، بين يدي الله الكريم في ساحة حرمها الشريف، وتشكو النفس إلى الله ضعفها وقلة حيلتها، وترجو منها العفو والغفران.

” وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى”

بيت الله الحرام يثوب إليه الناس كل عام ويرجعون، لتجدوا فيها الأمن والطمأنينة والسكينة والراحة، وفيه يعيشون لذة الطاعة والعبادة للمولى عزوجل، ويكثرون من الذكر والعبادات.

” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ “

مكة البلد الأمين، دعوة سيدنا إبراهيم، يأتيه الرزق والخير رغدًا من كل مكان، لكا مؤمن بالله واليوم الأخر.

” وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا “

أختارها الله مولد سيد الخلق والبشرية محمد صلوات اللع وسلامه عليه، وهي مبعثه وبها نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، بها بدأت دعوة الخير للبشرية وبها نجأتهم من النار، ولكل من أمن بالرسالة جنات وسعت السماوات والأرض.

“وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا”

 “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”

وقد فرض الله زيارتها وحج البيت لمن استطاع لها سبيلًأ، من قدرة مادية وصحية، ويأت إليها المسلمون من كل فج عميق ليلبوا دعوة المولى، تاركين الدنيا بملذتها متجردين من لباسها، مرتدين ملابس الإحرام، متذللين خاشعين لرب لعباد فقط، لا يرجون أحد سواه، ويرددوا ” لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ “، جعلها الله لقاصدها مكفرة لذنبه وخطاياه، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه ” متفق عليه، واللفظ لمسلم.

” إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ”

من فضائلها أنها بلد الحرام، فلا يسفك فيها الدم، وكل من دخلها أمنا، ولا يحل فيها الصيد، ولا يقطع فيها شجر ولا نبات، في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حرم الله مكة، فلم تحل لأحد قبلي، ولا لأحد بعدي، أحلت لي ساعة من نهار، لا يختلى – أي: لا يقطع- خلاها – أي: الرطب من النبات- ، ولا يُعْضَد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط لقطتها، إلا لمعرِّفٍ، فقال العباس رضي الله عنه: إلا الإذخر- نبات طيب الرائحة- لصاغتنا وقبورنا، فقال إلا الإذخر” متفق عليه.

فيها يضاعف الأجر والثواب، وخير الطاعة والعبادات بها، وصلاة بها تعدل ألف صلاة، وبها حجر من الجنة {الحجر الأسود}، يسرع الناس لتقبيله.

مكة المكرمة محروسة بحفظ الله عزوجل لها، استجابة لدعوة أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم، حمى الله مكة من دخول الدجال إليها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فيخرج الله كل كافر ومنافق” متفق عليه.

إن مكة اختارها الله لتكون بلده الحرام منزلتها وفضائلها عظيمة وجليلة، وبها أعظم مسجد في الدنيا، الذي يتوجه إليه المسلمون في اليوم خمس مرات، يصلون لله ويعبدونه، وكل عام يأتوا إلأيه سراعًا ليلبوا ندائه، والله الموفق والمستعان .

يمكنك الآن حجز رحلات الحج معنا 

حج القرعة